كرمل
عدد الرسائل : 62 العمر : 63 تاريخ التسجيل : 11/06/2008
| موضوع: أحمد الزين في «أبوالطيب العربي» صوت الذين لا صوت لهم الإثنين يوليو 21, 2008 10:15 am | |
|
اختار احمد الزين (ابن البلد) ان يعود الى جمهوره عبر مسلسل «ابوالطيب العربي» الذي بدأ عرضه منذ اسابيع على فضائية ان بي ان من خلال كتابة رفيق نصرالله لحلقات ذات طابع نقدي ساخر للاوضاع اللبنانية تتداخل فيها عناصر الكوميديا السوداء ببعض عناصر الكوميديا «البيضاء» اذا صح التعبير من خلال شخصية ابن البلد – المواطن العربي «ابوالطيب» الذي يبكي على الاطلال تارة ويضحك منها تارة اخرى أو منا ومن واقعنا ووقائعنا مستذكرا في ذلك قول الشاعر العربي صفي الدين الحلي: بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا!
قراءة الواقع مساء كل يوم اثنين من كل اسبوع يطرح ابوالطيب العربي قضيته في محاولة منه لوضع بعض النقاط على بعض الحروف مستعينا بكاتب يعرف كيف يقرأ الواقع والوقائع من خلال رؤية وطنية – انسانية للاوضاع العامة في لبنان.. وبمخرج يعي دوره جيدا (علي الغول) وبعدد من الفنانين (ممثلين وممثلات) ليقرأوا معا تمثيلا ومعايشة ما كتبه رفيق نصرالله في زمن الازمات.. اذ يبدو ان مسلسل الازمات – في لبنان – لا يكاد ينتهي حتى يبدأ من جديد، وقد اختار الكاتب والمحلل السياسي مادته من يوميات المواطن اللبناني المسحوق الذي تشغله هموم عدة تبدأ بلقمة العيش ولا تنتهي عندها.. لان حدود طموحاته تتعدى ذلك الى الحلم بحياة كريمة – مجرد حياة كريمة – يستحقها عن جدارة لانه مارس المواطنة بامانة وبكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاناة، فأُلبس ما لا يريد لبسه.. وأُطعم ما ليس له به رغبة.. وأُدخل في متاهات، وُضّ.يع في اوطان.. ودفع ثمن وجوده من دمه وعرقه ودموعه فحوصر واعتقل وقيد وضرب وعذب.. اي انه استكمل دورة المواطنة كما خطط لها وأدى دوره – وزيادة – كمواطن عربي ينتمي الى هذا الزمن المر!
بيان ثوري اراد احمد الزين ان يكون صوت الذين لا صوت لهم في كل مكان من العالم العربي فاطلق صرخته في وجوهنا مباشرة ومن دون لف أو دوران واعلن بيانه «الثوري» منذ الحلقة الاولى من خلال توجيه خطابه الى من يهمهم الامر.. امر هذا الشعب وهذا الوطن.. كم يشبه ابوالطيب العربي انساننا العربي في عصر الاستسلام – والتطبيع والخوف من الآتي؟
«السمك أغلى من الأرض» في حلقة الاسبوع الماضي اراد ابوالطيب ان يدخل «البهجة» الى قلب زوجته ومعدتها فدعاها الى «اكلة سمك» لا اكثر ولا اقل.. في احد مطاعم بيروت الراقية ليحقق لها رغبتها التي طالما راودتها منذ ان اصبح اكل السمك قضية صعبة جدا على المواطن اللبناني الذي ينام ويصحو مثل وطنه في حضن البحر الذي يمتلئ «بالاسماك» من كل صنف ولون ومع ذلك فهو لا يستطيع الحصول عليها لارتفاع «اثمانها» لان ثمن «سنيتمتر» واحد من السمك في حساب القلم والمسطرة يفوق سعر متر الارض في قرية ابوالطيب العربي.. اي ان السمك اصبح في ايامنا هذه اغلى من الارض.. مثل هذه الافكار وغيرها الكثير يعالجها مسلسل «ابوالطيب العربي» من خلال رؤية «تراجيكوميدية» متوازنة تسلط الضوء على اماكن مظلمة – ومظلومة – في حياتنا لتزرع فيها بعض الامل.. وتعيد اليها وميض بريق و«وميض» براءة.. بلغة مباشرة فيها الكثير من الالم والكثير من الصدق.. يعرضها احمد الزين باسلوبه الخاص الضاحك – الباكي الذي يميزه عن غيره من الفنانين اللبنانيين والعرب!
|
| |
رفيق نصرالله |
|
|
|
| |
|